ظاهرة التأويل عند الأصوليين والنحويين
Abstract
يعدُّ التأويل من الظواهر التي مارسها الأصوليون والنحويون قديما وحديثا، وارتبط ذلك -أكثر- بالنصوص الشرعية كالقرآن الكريم. واختلف الأصوليون والنحويون ما بين مفرّط ومعتدل في الأخذ به؛ فتعدّدت بذلك نظرتهم للتأويل سواء بين العلماء في العلم الواحد أو بين العِلْمَيْنِ (بين أصول الفقه وأصول النحو).
ولذا كانت إشكالية البحث تدور حول: حقيقة التأويل عند الأصوليين والنحويين، وأثر هذا التأويل في فهم نصوص القرآن.
وقد تعددت أسباب البحث في هذا الموضوع نذكر منها:
- كون التأويل من الآليات الأساسية في الاجتهاد وفهم النصوص، فلا بدّ من تفقّهه جيدًا، ثم إن كثيرا من الفرق قد ضلّت وأضلّت بسبب سوء الاستعمال له.
- خصوصية النص القرآني حيث جاء فيه ما يخالف القواعد التي قعدت على لهجات لم تشمل جميع قبائل العرب، فاحتاج الأمر لفهم هذا النص وتوجيه معانيه إلى التأويل.
- العلاقة الوطيدة والتشابه الكبير بين أصول الفقه وأصول النحو في منهج التأصيل.
أما عن أهمية الموضوع فتتمثل في كونه يعطي صورة مبسطة وشاملة لموضوع التأويل بين الأصوليين والنحويين؛ فتحا للشّهية لمن يريد أن يتعمق فيه.
- ثم إنه من الضرّوري على كل باحث يريد فهم معاني القرآن واستنباط الأحكام أن يفقه موضوع التأويل حتى يعلم متى يؤوّل ومتى لا يفعل ذلك.
وبعد هذه الدراسة تم التوصل إلى عدة نتائج، منها:
- إنّ مفهوم التأويل عند الأصوليين يتّفق إلى حدّ كبير مع مفهوم - - النحويين في كون النص يؤخذ على غير ظاهره.
- لقد مارس النحويون القدامى التأويل ممارسة عملية ولم يفردوا له أبوابا خاصة كما هو الحال عند الأصوليين.
- إن ظهور مصلح التأويل وشيوعه عند النحويين كان بسبب تأثرهم بالعلوم الأخرى كالتفسير مثلا، الذي كثيرا ما يُستعمل فيه التأويل بحقّ أو بغيره.
- لقد ظهر التأويل لأسباب موضوعية وغير موضوعية، وهذا في كلا العِلْمَينِ.